بسم الله الرحم الرحيم
اقدم لكم انشاء عن فصول الاربعه الجميله
اقرأ من فضلك,
فصل الربيع هو أجمل فصول السنة، وأثناء الدراسة الابتدائية كتب معظمنا موضوع انشاء بناء على طلب استاذه، سرد فيه وقائع رحلة او نزهة في احضان الطبيعة خلال هذا الفصل، متغنياً بالحقول والجداول والازهار والطيور.
يأتي الربيع الذي يفترض فيه ان يكون زاداً سنوياً للانسان، يعينه على تحمل ما يرافق الفصول الاخرى من خصائص، كآبة الخريف، حر الصيف وبرد الشتاء. فيخيب أمل الانسان بسبب ما يفعله أخوه الانسان، حتى صارت «زرزعة البدن» من خصائص الفصول في بلادنا، تعكر علينا صفو إطلالة كل ربيع.
على الطريق الرئيسي الذي أسلكه يومياً بين بيروت وصيدا، أرى عجباً يحصل بالتأكيد على سائر طرقاتنا، سيارات تتطاير من شبابيكها اشياء وأشياء. هو فصل الربيع موسم «الفول المش معقول»، حيث ركاب السيارة وسائقها يتلذذون بطعم حبات الفول الاخضر، ويتخلصون من قشورها على طريقتهم المتخلفة المعيبة.
تلك سيارة تحمل لوحة تسجيل تشير الى «وجاهة» مالكها الذي يمارس العادة الذميمة في الرمي من الشباك بلا مبالاة. ولا يذهب البال الى ان هذا الشخص قد يكون غير مالكها، بدليل جلوسه الى الجهة اليمنى من مقعد السيارة الخلفي. ليس وجيهاً في نظري ذاك الذي يرمي القشور والاوساخ على رغم الـ«برستيج» الذي يظهره طراز سيارته ولوحة تسجيلها، فوالله اني لأحترم وأقدر من يرفع الأوساخ عن الطريق أكثر منه.
عذراً منك ايها العامل القادم من جنوب آسيا، تنظف شوارعنا في مقابل قدر يسير من المال يعجز ربما عن سد رمقك، ويعجز حتماً عن سد رمق أسرتك البعيدة. أراك تقفز بجسدك النحيل بين السيارات القاتلة على الطرقات، عين على السيارات المسرعة وعين على قشرة فول تسعى الى التقاطها بعد ان رماها ابن بلدي الذي لبس كذباً ثوب الحضارة. أما زلت تنحني لالتقاط الاوساخ على رغم الخطر المحدق بك؟ أما زلت تبحث خلال الفصول الأربعة والمواسم المتعاقبة عن مخلفات اللوز الأخضر والكستناء؟ الى جانب منتجاتنا الثابتة على مدار السنة من فضلات الترمس وأكياس «الشيبس» والزجاجات الفارغة وأعقاب السجائر؟ أما علمت انك ترفع الاوساخ عن طرقاتنا في وقت لا نرى الاوساخ في انفسنا؟
ان الاعوجاج في السلوك البيئي هو اكثر وضوحاً من الاعوجاج في السلوك السياسي. وإن رأياً عاماً يغفل عن تناول الاعوجاج الاول هو رأي عام عديم الجدوى تجاه أي اعوجاج. واذا كان اكتشاف الاعوجاج في المجال السياسي يتطلب قدراً معيناً من الثقافة السياسية، فإن اكتشاف معظم اشكال الاعوجاج في المجال البيئي لا يتطلب سوى فطرة سليمة لدى المرء وتصوراً عاماً لما يجب ان تكون عليه الامور.