الايمان ونواقضه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نبدا ب بسم الله الرحمن الرحيم ونقول ان الحمد لله.نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذبالله من شرور انفسنا ومن سيئلت اعمالنا . من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له . ونشهد ان لا اله الا الله. وان محمد عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه. وسلم تسليما كثيرا .

اما بعد:

فان اصل الفساد مخالفه الحق. وصلاح الامر كله في اتباع الحق والتزام طريقه . والحق هو الوضع الثابت الذي خلق الله عليه مخلوقاته. او ارادها ان تكون عليه. ذالك انه ليس من مخلوق في الدنيا الا وخلقه الله وحده. لم يشاركه احد في خلقه وليس من مخلوق في الدنيا الا وجعله الله سبحانه وتعالى كامل منزه عن الخطأ: فالصلاح كله في خلقه وتدبيره . وكل شيىء ينحرف عن الوضع الالهي والتدبير الرباني يفسد: فهذه السماوات والارض خلقهما الله بالحق ودبر امرهما بحكمته. فصلحتا بخلقه وتدبيره سبحانه ( لوكان فيهما آلهة الا الله لفسدتا ) " الانبياء:22 " والانسان مخلوق من مخلوقات الله عز وجل. وصلاح حياته مرهون بمعرفة الحق واتباعه. وفسادها نتيجه محتومه لجهله بالحق. او تمرده عليه وان عرفه . ولما كان الله سبحانه هو الحق ومنه الحق. وامره وتدبيره هو الحق . فان سبب فساد الحياة البشريه كلها هو الكفر بالخالق. والكفر بامره وتدبيره. وبما انزل من الحق . وسبب صلاح هذه الحياة كلها هو الايمان بالله عز وجل . ولذلك قال عز من قائل: ( فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى * ومن اعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامه اعمى ) (طه:123 _ 124 )
ولا يتبع هداه الا من آمن به. وذكره. واستشعر وجوده. وصفاته . وعظمته سبحانه ومن نسى ذكر الله اعرض عن هداه . والانسان ممتحن في هذه الدنيا بهذين الامرين:ذكر الله واتباع هداه. او نسيانه والضلال. فهو على مفترق طريقين لا ثالث لهما: طريق الايمان والهدى والسعاده في الدنيا والآخره. وطريق الكفر والضلال والشقاء في الدارين .
لذا كان اشرف ما يتعلمه الانسان. ويعلمه لغيره امو الايمان واركانه ومقتضياته واحوط ما يحتاط ويتسلحبه معرفة معالم الكفر. واسبابه. ومقتضياته . فان كان على بصيرة من هذين الامرين الخطيرين. عرف النسان طريق سعادته. فالتزمه. ولم يحد عنه. وطريق شقائه. فاجتنبه وهاكذا نكتفي وان شاء الله استفدتم والى القاء مع المستجدات .